1. في 2 آب 1990 أمر صدام حسين قوات الحرس الجمهوري، وبعض وحدات الجيش العراقي باجتياز الحدود مع دولة الكويت ،والتوغل في أراضيها ومن ثم احتلالها بمفاجئة أذهلت العرب، وقللت من قدرة الكويتيين على المقاومة لقوات تفوقهم عدة وعددا وخبرة قتالية بمراحل عديدة، وهو احتلال حاولت الحكومة العراقية في ساعاته الأولى التنويه على أنه عمل عقابي جاء ردا على محاولات الكويت تدمير الاقتصاد العراقي باشتراكها، ودولة الإمارات العربية المتحدة في تآمر دولي بهذا الاتجاه، لكنها وبعد الحسم العسكري السريع الذي لم تكن تتوقعه، وفي محاولة للتحايل على معطيات القانون الدولي أعلنت أن دخول قواتها جاء بطلب من انقلابيين كويتيين لتقديم العون لهم ودعم ثورتهم على العائلة الحاكمة (آل الصباح).
2. وانسجاما مع هذا التوجه نصبت العقيد على حسين * رئيسا للوزراء.
( وهو وكما ورد في الإعلام نقيب متقاعد من الجيش الكويتي، ورد على لسانه عند عودته إلى الكويت نادما من لجوء له في النرويج عام 2000 ، أن صدام أجبره على الظهور بمظهر رئيس الوزراء الكويتي تبعا لسيناريو وضعته الحكومة العراقية، وهو إدعاء قد يكون فيه نصيب من الصحة، دون أن يعفيه من مسئولية قبوله المنصب وإن كان تحت التهديد أو رغبته في ذلك).
3. كما عينت مع رئيس الوزراء المذكورين وزراء آخرين لم يكن من بينهم أشخاص كويتيون معروفون سياسيا أو اجتماعيا.
4. لقد عادت الحكومة العراقية بعد إتمام سيطرتها واستعجال تحليلها ردود الفعل العربية والعالمية من الاحتلال تغيير توجهاتها حيث الذهاب خطوات إلى الأمام ضمت على أساسها الكويت إلى العراق، وعدّته المحافظة التاسعة عشر، لتشكل بسلوكها الارتجالي المنفعل في إثارة الأزمة، وكذلك في التعامل معها مخالفة صريحة لمبادئ القانون الدولي في منع أستخدام القوة حسب المادة 2 فقرة 4 من ميثاق المنظمة الدولية.
1. أعطت الحكومة العراقية أسبابا للحرب غير الأسباب التي حددها الكويتيون، وتختلف عن الأسباب التي أشار إليها العرب والأمريكان وغيرهم، لكن الباحثين ومفكرو الاستراتيجية الدولية، ورجال القانون الدولي قد أجملوها بتلك التي تتعلق بالأمور الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والشخصية (1) وعلى هذا المنحى سوف تناقش الدراسة الموضوع كما يأتي:
أ. الأسباب الاقتصادية للحرب
دخل العراق حرب الخليج الأولى مع إيران يمتلك اقتصادا معقولا بالمعايير الإقليمية وقياساتها التقليدية، وفائض نقدي يصل إلى ( 30 مليار دولار ) حسب التقديرات المعلنة، وخرج منها بحالة متردية قوامها:
اولاً. ديون خارجية عربية وأجنبية تقترب من حدود ( 150 مليار دولار ) إذا ما حسبت معها الفوائد المتأخرة نتيجة التوقف الكامل عن التسديد من قبل العراق.
ثانياً. تضخم بنسب عالية مع بداية الحرب عام 1990 تجاوز قدرة الإقتصاد العراقي على تحمل تبعاته.
ثالثاً. توقف التنمية في معظم المجالات.
رابعاً. تدني مستوى المعيشة.
خامساً. زيادة نسب البطالة.
سادساً. تردي مستوى الإنتاج العام (عدا ما يتعلق بالتصنيع العسكري).
سابعاً. عدم قدرة الحكومة على الإيفاء بالتزاماتها لآلتها العسكرية الضخمة ولأسرى الحرب والشهداء والجرحى وإعادة بناء ما دمرته الحرب.
وهذه حالة أقلقت العراقيين الذين وضعوا في نهاية الحرب أملا للعودة إلى صورة السبعينات البراقة، وأعطت تصورا للحكومة غير المتخصصة على أن الوضع يسير من سيئ إلى أسوء، وعززت إحساسا عند رئيسها الحاكم المطلق أنه وجها لوجه أمام أزمة لم يعتدها من قبل (2).
ومما زاد الأمر سوءً تدني أسعار النفط التي تشكل وارداته 90% من دخل العراق بالعملات الصعبة، واقتناع صدام حسين بمسئولية الكويت والإمارات عن ذلك ، كما ورد في تلميحه بالخطاب الذي ألقاه بمؤتمر القمة العربي المنعقد ببغداد ربيع عام 1990، ومعاودة تأكيده صراحة اتهام الدولتين المذكورتين بإلحاق الأذى المتعمد بالاقتصاد العراقي في خطابه بذكرى 17 تموز نفس العام.
من هذا يمكن القول أن الصورة القاتمة للاقتصاد العراقي التي أدركها صدام والعجز من احتمالات إصلاحه، لضعف المدخلات وكثرة الالتزامات التي فرضها "أي صدام" على نفسه والعراق نتيجة الحرب مع إيران وصعوبة الإيفاء بها من ناحية، وكثرة الديون المستحقة، وعدم القدرة على تسديدها من ناحية أخرى كانت من بين العوامل التي دفعته إلى التفكير ارتجاليا لافتعال أزمة مع الكويت معتقدا أنها العامل الحاسم لحل أزمة اقتصاده المعقدة، حتى وجد نفسه بتقادم الأيام وخطأ التعامل معها متورطا بطريقة أثارت له العديد من الأزمات التي يصعب حلها.
هذا وان اعتقاد صدام الخاطئ وتطلعاته غير القانونية ربما قد توافقت ولو بشكل غير مباشر مع رغبة دولية في افتعال أزمة بالمنطقة، توافق أوقعه في مخطط خفي لم يتنبه إليه إلا في المراحل الأخيرة التي لم يجد فيها مجالا للتراجع أو الانسحاب المنظم، فكانت الحرب:
(أ). فرض من قبل الحلفاء لتحقيق أهداف بينها أهدافا اقتصادية محددة بعد أن توفرت الفرصة السانحة لحدوثها.
(ب). فرض من قبل صدام كخيار وحيد للحفاظ على حد أدنى من الإمكانات الاقتصادية التي يمكن أن تساعده على الاستمرار بالحكم.
ب. الأسباب السياسية للحرب
أولا. إن المنطقة الممتدة من أفغانستان فإيران ثم العراق والخليج العربي وصولا لإسرائيل والدول العربية المحيطة بها من أكثر مناطق العالم بؤرا للصراع، وإثارة للتوتر وسهولة لإثارته من الخارج، وهي في نفس الوقت تتمتع بأهمية دولية استراتيجية من الناحيتين السياسية والاقتصادية حيث الاحتياطي النفطي الهائل والقرب من حدود الأتحاد السوفيتي السابق، وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية ضمن أولويات سياستها الخارجية في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، آخذة بالاعتبار ضرورة التواجد الفعلي على أراضيها ضمانا لتدفق النفط وسعيا للحد من الشيوعية، ومن بعدها الاتجاهات الإسلامية المناهضة، وعلى أساسها والاهتمامات الأخرى وضع كيسنجر وبريجنسكي نظرية للتدخل الخارجي السريع بقوات منتخبة ضمانا للأمن، والمصالح القومية الأمريكية عام 1974.
ثانيا. لكن الأمريكان الذين ترددوا بالتدخل في هذه المنطقة، إبان الاجتياح السوفيتي لأفغانستان بسبب عدم الرغبة في تحمل خسائر قد تكون جسيمة عند التحرش بالعملاق السوفيتي آنذاك، وكذلك عند تفاقم خطر التأثير الثوري الإيراني وتعميم تصدير الثورة الإسلامية نتيجة لحساسية التعامل مع الإسلام في تلك الفترة، ومحاذير الانجرار إلى المنطقة المجاورة لإيران ذات الكثافة الإسلامية غير المستقرة، لم يسقطوا من حسابهم خيار التدخل، بل وعلى العكس جاهدوا للمساهمة غير المباشرة في تحديد وقته وتكوين الظروف المناسبة لحدوثه، بالاستفادة من أحداث الاتحاد السوفيتي وبداية التفكك في بنيته السياسية، وكذلك ثورة الديمقراطية في دول أوربا الشرقية، وتنامي الرغبة بإحلال السلام بين العرب وإسرائيل " التي لم يكونوا بعيدين عنها " تلك الأحداث التي أخلت بميزان القوى بين القوتين العظميين من جهة وبين الشرق والغرب من جهة أخرى، ومهدت للبدء بمرحلة جديدة في السياسة الدولية تكون فيها أمريكا القطب الواحد دون ما منازع.
ثالثا. إن بداية التعديل في ميزان القوى لصالح الأمريكان نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، رافقتها خطوات باتجاه العراق أهمها:
(1). عزله "أي العراق" بعد أن أُوهمت حكومته لثمان سنوات "الحرب مع إيران" أنه البديل المناسب لمصر في الساحة العربية.
(2). تشديد الضغط عليه لتسديد الديون المستحقة لدول عربية خليجية سبق وإن فتحت خزائنها لإسرافه غير المحدود طيلة الثمان سنوات.
(3). التلميح بسحب البساط من تحت أقدام صدام حسين شخصيا بعد أن بُشر له في أن يكون عبد الناصر الجديد عند العرب خلال الثمان سنوات … الخ من خطوات محبطة، وأخرى مشجعة كان آخرها غض الطرف ظاهريا عن نوايا صدام في التحرش بالكويت بشكل متعمد ليفهمها خطأ كضوء أخضر بالموافقة عليه أو عدم الاكتراث لحدوثه على أقل تقدير.
رابعا. إن الإحباط الذي أثار لدى صدام، وحكومته مشاعر العدوان قد وجد بضعف الكويت، وغناها والتغاضي الأمريكي الوهمي ، مجالا للخروج باتجاهها على شكل فعل للاحتلال، وهو الفعل الذي انتظره الأمريكان ووجدوا فيه فرصة سانحة للتدخل من حيث الزمان:
بعد أن حصل في وقت لا يستطيع فيه الاتحاد السوفيتي الذي يرتبط مع العراق باتفاقية صداقة "لأسباب داخلية" من عمل شيء للاحتجاج أو الحيلولة دون الرد عليه.
ومن حيث المكان:
إذ أن احتلال منابع النفط الكويتية واحتمالات الزحف على السعودية سهل عملية إقناع الرأي العام الأمريكي والعالمي بأنه تهديد للمصالح القومية الأمريكية، ينبغي التخلص منه بنفس ساحة حدوثه، وهذا لن يتم إلا بتدخل قوات عسكرية في المنطقة على ضوء النظرية المذكورة.
خامسا. وتأسيسا على ذلك يمكن القول أن الحرب من وجهة النظر السياسية كانت:
(1). رغبة أمريكية بدعم غربي تمهد نتائجها لفرض واقع عالمي جديد فيه الأمريكان قوة وحيدة في عالم يتبعها بحكم المصالح.
(2). رغبة من صدام في التخلص من واقع بدأ يهدد وجوده السياسي، وسعي منه للظهور بمظهر القادر على التعامل مع أزمات المنطقة أملا في مكافئته.
ج. الأسباب الاجتماعية للحرب
أولا. بعد انتهاء الملكية في العراق وإقامة الجمهورية في 14 تموز 1958 حدث تغير في التركيبة الاجتماعية للحكم، قوامه صعود الطبقة العسكرية وسيطرتها على المقاليد، وتعمم أساليبها في التعامل مع أحداث العراق ومشاكله، لمستوى جعل الحياة الاجتماعية والسياسية العراقية مرتبطة بحركة هذه الطبقة، واستمر الأمر كذلك حتى الانقلاب العسكري في 17 تموز 1968 الذي جاء بحزب البعث العربي الاشتراكي (الجناح العراقي) إلى الحكم، ليضيف إلى طبيعة الحكم العسكري صفة الحزب أو سلطة الحزب الواحد.
ومن ثم بعد 1979 انقلاب صدام على البكر الذي أضاف إليهما دكتاتورية الفرد الواحد.
فأصبحت بالتالي تركيبة ثلاثية هرمية متداخلة حصل من خلالها رئيس الدولة، القائد العام للقوات المسلحة، أمين سر القيادة القطرية للحزب على تفويض أن تكون آراؤه قوانين لا يمكن الطعن بها وتوجيهاته أوامر لا يمكن التفكير بعدم تنفيذها، لتجد الحكومة نفسها في نهاية المطاف خلية عسكرية تنفذ أوامر وتوجيهات الرئيس دون مناقشة.
ثانيا. إن صدام حسين لم يكتف من جانبه بالتغيير الحاصل في الطبقة الحاكمة "عسكرتها" بل توجه لتغيير التركيبة الاجتماعية للمجتمع العراقي باتجاه عسكرته من خلال:
(1). التوسع في تنظيمات الجيش العراقي بمستويات تفوق حاجته التقليدية للدفاع.
(2). إعادة تنظيم قوات الحرس الجمهوري عدة وعددا وتدريبا لتصل إلى مستوى جيش آخر مستقل عن الجيش العراقي التقليدي.
(3). تشكيل قوات الحرس الخاص لأغراض الحماية والتدخل السريع، مستقلة عن التنظيمين العسكريين أعلاه.
(4). وضع مغريات مادية متعددة لزيادة تطوع الشباب في المؤسسات والوحدات العسكرية، إذ منح العسكريين من الضباط والمتطوعين قطعة أرض سكنية مع مبلغ من المال لبنائها، وسيارة صالون كل سنتين في البداية، ومن ثم أستبدلت بمبالغ مادية لاحقا، كذلك توزيع أراض زراعية على الضباط، ومن ثم تفضيلهم على المدنيين في المعاملات الخاصة بالدولة.
(5). تنظيم الجيش الشعبي من المدنيين الحزبين على شكل وحدات وقيادات شبه عسكرية.
(6). إبقاء العسكريين من الضباط وضباط الصف والجنود أكبر فترة ممكنة بالخدمة العسكرية بصيغ مختلفة.
(7). بناء أربعة أجهزة أمنية رئيسية ( جهاز الأمن الخاص، جهاز المخابرات، مديرية الأمن العامة، ومديرية الاستخبارات العسكرية العامة) وأخرى رديفة مثل الشرطة والمكافحة والحزب، وبطريقة تنظيمية عسكرية صارمة، وإقامة شبكة من الوكلاء والمخبرين والمؤتمنين والأصدقاء مرتبطين بتلك الأجهزة بصيغ متعددة.
(8). بناء مؤسسة التصنيع العسكري من قيادة عسكرية وعاملين مدنيين وعسكريين تدار بقوانين وضوابط عسكرية.
(9). فرض اللبس العسكري وأداء التحية العسكرية على الوزراء، وتعيين العسكريين بمناصب القائمقام، ومدراء النواحي ورؤساء الشركات والمؤسسات المدنية مثل النقل والسكك الحديدية والموانئ وغيرها.
هذا وإذا ما عزلنا الأطفال والشيوخ كعناصر غير فاعلة في التركيبة الاجتماعية ومن بعدهم المرأة بدرجة أقل نصل إلى قناعة أن أكثر من 70% من سكان العراق قد عُسّكروا وأصبحوا نتيجة لصفتهم هذه جزء من التركيبة الاجتماعية العسكرية المذكورة، يأتمرون بأوامرها وينفذون توجيهاتها آليا.
ثالثا. إن تلك المتغيرات المذكورة عززت بطبيعتها الشعور بالقوة لدى المؤسسة الحاكمة من جانب، وكونت تضخم بشري وفراغ مهني مثير للقلق من جانب آخر، فدفعت مع غيرها في أن تكون الحرب:
(1). إشغال للطبقة الفاعلة في المجتمع العراقي واستنزاف لطاقتها، ومن ثم إبعادها عن احتمالات التفكير بأن تكون طرفا في البحث عن حلول للأزمة السياسية والاقتصادية العراقية.
(2). إتاحة الفرصة لتلك الطبقة في الحصول على المكافئة اللازمة لاستمرار ولائها للنظام من خلال الغنائم الكويتية.
د. الأسباب الشخصية للحرب
أولا. عند مناقشة الأسباب الشخصية لحرب الخليج الثانية يتطلب الأمر استعراضا لخصائص المسؤول المباشر عن حدوثها أو ما يمكن تسميته بمتخذ القرار الخاص بقيامها "أي صدام حسين" ويتطلب تناولا لتلك الخصائص الشخصية ذات الصلة باتخاذه قرارها، التي تكونت منذ طفولته وحتى بعد استلامه الموقع الأول في السلطة والحزب وهي بإيجاز: عززت لديه ميول التمرد والسيطرة على الآخرين بالقوة، هذا وإن أكثر الروايات تداولا عن حياة صدام حسين والتي يمكن أن تؤثر على خصائصه الشخصية يمكن إيجازها بالآتي:
ولد صدام بعد وفاة والده وزواج والدته من شخص يدعى إبراهيم، فتميزت نشأته المبكرة بالتوتر وعدم الاستقرار والإحساس بالرفض من سلطة الأب البديلة، والنبذ من الأطفال الآخرين "الأقران" نتيجة لوضعه في هذه العائلة غير المتزنة، فتكون لديه إثر ذلك انعدام خُلقي "ضعف الضمير" وكذلك قطع للجذور وصعوبة الاندماج في البنية الاجتماعية وتآلف مع العنف، وهذه خصائص أدت بطبيعة الحال إلى عجزه عن اتباع معايير المجتمع وميله إلى العدوان أسلوبا للتعامل مع الغير، كما أن دخوله المدرسة الابتدائية بسن متأخرة نسبيا (10 سنوات) ودوامه غير المنظم فيها بسبب طرده من البيت أو فراره منه، كما أن مراهقته غير الاعتيادية في غياب الأب واضطراب الأسرة وانعدام التكافل وعدم وجود الجماعة أخلت كثيرا بنظامه القيمي فكانت تصرفاته مثار تهكم وسخرية الشباب من الأقران في القرية حتى تسببت في دفعه لأن يتعلم أساليب التحايل والابتزاز للحصول على ما يكفيه للعيش، وكذلك استخدام العنف لحماية الوجود والدفاع عن النفس.
بعد فترة مراهقته انسلخ صدام من عائلة أمه تماما، وبدأ مشواره الجديد في بغداد مع خاله خير الله طلفاح المعروف بميوله النازية، العنصرية، الطائفية، وبعدم نزاهته فتعلم على يديه دروسا مضافة في البطش والتعصب والمناورة والتزوير كأدوات استعملها بشكل دقيق للوصول إلى غاياته وفي المحافظة عليها.
وفي بغداد إبان أحداث السويس واللهب القومي المتصاعد منتصف الخمسينات، ولد صدام سياسيا، وبدأ مشواره هذا صعودا سريعا منذ مشاركته في عملية اغتيال رئيس الوزراء العراقي اللواء عبد الكريم قاسم عام 1961 ليتسلم بعدها مسؤولية جهاز حنين المعروف بمسؤوليته الأمنية والأستخبارية لحزب البعث العراقي حتى عام 1968، ومن بعدها مهام أمن الثورة والحزب حتى عام 1979 وقت انقلابه على البكر وتسلمه السلطة في الموقع الأول للدولة والحزب رسميا.
وبعد تسنمه القيادة وحتى وقت إعداد الدراسة يعيش صدام هاجس المؤامرة.
يتعامل وفق فلسفة السيف والدينار.
يحكم عبر التهويل السياسي والأساطير المضخمة موحيا بحلم الدولة العربية التي ستستعيد أمجادها السابقة حتما....... تلك الوحدة التي ينبغي أن تكون تحت قيادته وأن تبدأ بالعراق.
الوحدة التي لا تعتمد كثيرا على خيار الشعب بل على تراكم الثروة الكافية لفرضها فرضا عبر شكل من أشكال الاقتصاد الرأسمالي.
ثانيا. وعلى وجه العموم فان الخصائص الشخصية لصدام حسين التي دفعت إلى قرار الحرب يمكن إجمالها بالأتي :
(1). النرجسية والشعور بالعظمة، والسعي لتعويض الإحساس بالدونية من خلال التركيز على الأمجاد الماضية وتكوين أخرى حاضرة.
( إنه يميل إلى التشبه بالقادة العظام، ويرى أن أسطورته كقائد عظيم تتواصل بنشاط سلطته في كل مكان، وإلى جانب هوية أعطاها لنفسه كقائد عسكري، أتحت له وبرغبه منه الحصول على عشرات الألقاب الرسمية).
(2). الشك، والوهم، وعدم الاطمئنان أو الوثوق بأحد، وكذلك الحذر والتوجس والارتياب.
(3). عدم الاتعاظ أو الاعتراف بالخطأ، والإيمان بأن الغاية تبرر الوسيلة.
(4). الميل إلى الانتقام والتخلص من المنافسين الفعليين، والمحتملين عن طريق التهم والتلفيق والاغتيال.
(5). المعاناة من عقدة الانتساب إلى الأب أو شرعية الانتساب إليه.
(6). الإيغال حد الولع بسياسة إثارة النزاع والتنافس واستخدام القسوة التامة عند اللزوم.
(7). الحنث بالعهود بسهولة تتناسب وسهولة عقد الصفقات، مع عدم الاستعداد لقبول الخسارة أو التنازل عن أي شيء مهما كان صغيرا، كذلك عدم قبول الوساطة عندما يتعلق الأمر بأمنه وعائلته وبالأمور التي يعتقد أنها تسيء إليه.
ثاثا. وفي الجانب السياسي كانت لصدام فلسفته الخاصة التي تتسق وخصائصه الشخصية والتي كان لها الأثر في قرار الحرب بينها:
(1). الاعتماد على ضمان وجود أعداء بصفة شبه دائمة "خارجيين أو داخليين" من أجل بقاء وحدة العراقيين فعالة، واستمرا شعورهم بالحاجة إلى هذه الوحدة باعتبارها مصلحة حيوية.
(2). العمل في كافة المجالات على خدمة الذات وانتزاع ما يمكن انتزاعه خدمة لها.
(3). إنشاء آلة عسكرية فعالة، وتهيئة أجهزة أمنية قوية لفرض إرادة الحكومة بالقوة لتجسيد إيمانه أن الحرب ينبغي أن تكون صفة الدولة العراقية، والدولة العراقية صفة الحرب.
(4). تسيير الحكومة على نهج التواطىء والمجانبة الوطنية، واللامبدئية والمراوغة لتحقيق مكاسب آنيه تشبع حاجته للبقاء أعلى الحكومة .
رابعا. إن استعراض لخصائص صدام الشخصية وفلسفته السياسة تدفع إلى القول أن الحرب على أساسها كانت
(1). دفاع عن الذات غير المتزنة اتجاه تهديدات أحستها من الخارج.
(2). محاولة لبناء مجد شخصي يتسق والشعور غير السوي بالعظمة.
( كتعويض عن تناقضات وأوجه نقص يحسها قام بتزوير انتسابه إلى الإمام الحسين وأبيه الإمام علي ومن ثم إلى الرسول (ص) عن طريق ابنته فاطمة الزهراء).
النتائج العامة للحرب
كانت حرب الخليج الثانية حدث تاريخي على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي، شملت آثارها الكثير من المجالات ذات الصلة بتلك المستويات أيضا ، هذا وتفاديا للتشعب أو التشتيت في تناول نتائجها فإننا سنتناولها على وفق التقسيم المذكور لأسبابها في أعلاه وكما يأتي:
1. النتائج الاقتصادية للحرب
عانى العراق من وضع اقتصادي مضطرب عام 1990 حيث الديون التي قد تصل إلى (150) مليار دولار كما مبين أعلاه، وتضخم، وتدهور في سعر الدينار ........ وضعٌ توهمت فيه الحكومة أن يكون احتلال الكويت من بين الحلول الناجعة لهذا التدهور ، فقبلت المنازلة التي كانت نتائجها:
آ. في جانب الحلفاء.
أولا. سيطرة عسكرية على أهم منابع النفط يمكن أن تعطي الأمريكان فسحة أكثر فيما يتعلق بالأسعار والإنتاج، ولو بصورة غير مباشرة.
ثانيا. انتعاش الاقتصاد الأمريكي بشكل عام، وبعض اقتصاديات الغرب بحدود معينة، وأقل منها دول عربية غير خليجية مشاركة بالتحالف بعد عملية إعادة الاعمار في الكويت، واتجاهات التسليح لدول المنطقة والإعفاءات الحاصلة لبعض الديون لبعض الدول مثل مصر.
ثالثا. استنزاف الفائض بالأموال العربية الخليجية، وتوجهها لبيع الاستثمارات الخارجية والاقتراض، جعل اقتصادها ضعيفا تابعا لاقتصاد الغرب لفترة مستقبلية ليست قصيرة.
رابعا. فتح الأسواق العربية على مصراعيها أمام البضائع والمنتجات الأمريكية والغربية.
خامسا. توجه الشركات الغربية العالمية للاستثمار في المنطقة بضمانات حكومية لم تكن موجودة في السابق.
سادسا. تحول الأرصدة العربية الشخصية إلى الغرب بعد قناعة أصحابها بعدم استقرار المنطقة التي لم تنهي حرب الخليج معالم التوتر فيها.
ب. في الجانب العراقي.
أولا. تدمير ما تبقى من الاقتصاد العراقي، حيث الأستمرار بالتدهور، وأنخفاض مستوى القدرة الشرائية، وإحكام الحصار.
ثانيا. تكبيل العراق بديون وتعويضات مستمرة، فوائدها وأصولها خارج قدرته على السداد.
ثالثا. انخفاض متوسط مستوى معيشة الفرد العراقي إلى دون مستوى الفقر إذ لا يتجاوز متوسط دخل غالبية الموظفين العاديين عن ( 4 $ شهريا ) تحسنت نسبيا قريبا من سنة 2000.
رابعا. تدمير مرتكزات الاقتصاد، والبنى التحتية بصورة تفوق إمكانية الدولة في إعادتها في القريب المنظور.
خامسا. بيع الحكومة إنتاجها من النفط ( كاستثمارات خارجية لعشرات السنوات القادمة).
سادسا. تدمير الصناعة العراقية الثقيلة، والمتقدمة التي يعتمد عليها الاقتصاد في نموه التقليدي ، مع عدم إتاحة الزراعة فرصة التعويض عن هذا الدمار لتضرر وسائلها التقنية.
2 . النتائج السياسية للحرب
تحالفت في إطار الأمم المتحدة ثلاث وثلاثون دولة، حسب المصادر العراقية المعلنة، وثلاثون حسب المصادر الدولية:
(تشكلت قوات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة من الدول التالية:
الأرجنتين، أستراليا، البحرين، بنغلاديش، بلجيكا، كندا، تشيكوسلوفاكيا، الدانمارك، مصر، فرنسا، ألمانيا، اليونان، إيطاليا، اليابان، الكويت، المغرب، هولندا، نيوزيلندا، النيجر، النروج، عُمان، باكستان، بولندا، البرتغال، قطر، المملكة العربية السعودية، السنغال، كوريا الجنوبية، إسبانيا، سوريا، تركيا، الإمارات العربية المتحدة، المملكة المتحدة. وقد شاركت الهند بتزويد الوقود) (3)
هذا وقد شكل هذا التحالف قوة تتفوق كثيرا على القوات المسلحة العراقية، بدأت هجوما جويا على العراق يوم 17/1/1991 كتمهيد للهجوم البري الذي بدأ يوم 24 شباط وكانت النتيجة ربحا وخسارة تمثلت بالآتي:
آ. في جانب الحلفاء
أولاً. تواجد غربيي أمريكي فعلي في المنطقة الاستراتيجية غير المستقرة، مقبول أو مدفوع ثمنه من أهل المنطقة الذين طالما وقفوا ضده في الخمسينات والستينات إبان المد القومي العربي.
ثانياً. توجيه الضربة القاضية للاتحاد السوفيتي في أيامه الأخيرة، بتحسيسه العجز عن القيام بأي شيء لأصدقائه في المنطقة ، أولئك الأصدقاء الذي حاول عن طريقهم النفاذ إليها.
ثالثاً. تقوية نفوذ المعسكر العربي المحافظ (السعودية - دول الخليج - مصر - المغرب)على حساب المعسكر الراديكالي ( العراق - سوريا - اليمن - ليبيا).
رابعاً. قبول الوجود الأمريكي مرجعا سياسيا في المنطقة، وحكما يتم الرجوع إليه في كل ما يهم المنطقة ودولها حاضرا ومستقبلا.
خامساً. قيادة أمريكا لفريق الحلفاء وتحملها غالبية الجهد العسكري والإداري للحرب، وفر لها فرصة التمثيل الأقوى في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وسهل لها التمهيد كقطب واحد في السياسة الدولية القادمة.
سادساً. تقنية المعلومات وسبل تبادلها وشكل إدارة الحرب وأسلوب التعاون بين دول الحلفاء بهذه الكثافة العددية عزز فكرة العولمة بشكل عام، والسياسية منها على وجه الخصوص، التي تبنتها أمريكا في ذلك الوقت.
سابعاً. تعميم قناعة عامة بين العرب بفداحة ثمن الحرب مقارنة بتوجهات السلم، وأخرى لدى الإسرائيليين بفشل نظرية الأرض كأساس للأمن الإسرائيلي، الأمر الذي سهل من البدء الجاد لعملية السلام العربي الإسرائيلي، وكذلك قبول وجودها دولة قابلة للعيش في المنطقة .
ب. في الجانب العراقي
أولا. خروج العراق من كفة التوازن العربي الإسرائيلي لفترة حاضرة ومستقبلية طويلة الأمد نسبيا.
ثانيا. انكفائه إلى الداخل، والانشغال بمشاكل غيرت من توجهاته القومية التي تأسست عليها أيديولوجية حكومته السياسية لأكثر من ثلاثين سنة من الحكم .
ثالثا. توقيعه اتفاقات ومعاهدات، وقبوله شروط أخلت بسيادته، فأضعفته حكومة أمام العرب والعالم، وأمام العراقيين بشكل خاص.
رابعا. تحميله المسؤولية القانونية لبدأ الحرب مع إيران، وبالتالي كل التبعات المترتبة عليها.
خامسا. وفرت نتيجة الحرب أوراق كثيرة ومهمة لدى الأمريكان، يسهل استخدامها ضد العراق للحصول منه على استجابات لا يمكن تقديمها في ظروف أخرى.
سادسا. أبقت نتيجة الحرب العراق في وضع قلق من الناحية السياسية، حيث الحماية التامة لقوات الأمم المتحدة في الشمال، والحماية الجوية الأمريكية البريطانية في الجنوب، وضوابط الحصار ولجان التفتيش وغيرها.
3 . النتائج الاجتماعية للحرب
حاولت الحكومة العراقية وعلى رأسها صدام حسين صهر كل طبقات المجتمع العراقي في إطار عسكري شامل، ومن ثم تسخير قدراته لخدمة الفرد الواحد وتأمين ديمومته في الحكم، فكان لهذه الطبقة حقوق لم يستطع صدام تأمينها بعد حرب إيران، وعليها التزامات تحول دون التفريط بها بعد التوهم بوجود الخطر الخارجي، فوجد على إثرها صدام فرصة لزجها في حرب كانت نتائجها في هذا الجانب:
آ. في الجانب العربي المتحالف.
أولا. قبول للتحالف العسكري والسياسي مع الغرب وأمريكا على وجه الخصوص.
ثانيا. ميل لتوحيد النظم الاجتماعية (الخليجية) المتقاربة من حيث العادات والتقاليد والقيم، وأساليب الحكم ضد خطر عربي أو إسلامي قريب، يتطلب تواجد غربي شبه دائم.
ثالثا. قناعة شعبية معقولة بفاعلية النظم السياسية العربية الخليجية لمجتمعاتها بالمقارنة مع ظروف ما قبل الحرب من جهة وبالنظم السياسية الثورية من جهة أخرى.
رابعا. قبول واقع العزلة عن باقي العرب أو التفكك الاجتماعي العربي الذي بدأت بوادره واضحة مع بدء الاحتلال.
خامسا. تنامي الشعور بالضعف اتجاه التهديدات الخارجية، وتزايد الرغبة في التسلح والتحالف كتعويض عنه.
سادسا. نشاط عمل الدين السياسي المتطرف ضد التواجد الأجنبي في المنطقة.
سابعا. تأسيس بوادر نفرة بين العرب الداعين إلى التوحد صيغة قد تسهم في تذليل بعض مصاعب العيش للمستقبل إذ تمخض عن الحرب طرد مئات الآلاف من المصريين العاملين في العراق نتيجة وقوف الرئيس المصري حسني مبارك إلى جانب قوات التحالف، كما تم طرد أكثر من 93% من الفلسطينيين المتواجدين بالكويت، وذلك بسبب وقوف القيادة الفلسطسنية السياسية مع العراق ضد الكويت، ولم يبق فيها إلا ما يقارب 11 ألف مقيم، وهذا عمل أدى وجود نفرة عنصرية بين شعوب المنطقة العربية التي كانت منسجمة بحدود معقوبة فيما مضى.
ب. في الجانب العراقي
أولا. تصاعد وتائر التفكك الاجتماعي، وظهور ميول جادة لهجرة شبه جماعية إلى خارج العراق خاصة من الشباب والعقول العلمية.
ثانيا. تزايد الفوارق الطبقية باختفاء الطبقة الوسطى، واتساع الهوة بين الطبقة الفقيرة " التي تزداد فقرا وعددا والغنية التي تزداد غنا ".
ثالثا. مغالاة السلطة في إجراءات التفرقة والتمييز، وخرق حقوق الإنسان.
رابعا. التوجه الطائفي والعشائري والقومي والإقليمي لعموم المجتمع العراقي كتعويض للشعور بالتهديد شبه المستمر.
خامسا. الخرق الفاضح للنظام القيمي العراقي حيث الغياب الواضح لقيم مثل التكافل والتعاون والتضحية وغيرها، وحلول أخرى بديلة مثل الذاتية والرشوة والمحاباة وغيرها.
سادسا. ظهور تنظيمات عديدة معارضة للحكومة ذات توجهات إسلامية وقومية وعلمانية بدأت في أستقطاب العراقيين في الخارج وقليل يمكن أن يتسع في الداخل بشكل ملموس.
4. النتائج الشخصية للحرب
لم تكن هناك متغيرات شخصية ذات تأثير فاعل في الدفع باتجاه الحرب في جانب الحلفاء العرب منهم أو غير العرب، على العكس من الجانب العراقي التي كانت فيه واضحة، وذات أثر لا تقل أهميته عن العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية المذكورة. وبالتالي فإن تأثيرات الحرب في مجالها ستكون ملموسة بشكل يستحق التنويه عنه في الجانب العراقي، وحاكمه المطلق صدام حسين، وبذا كانت تأثيرات الحرب على شخصه تتمحور في الآتي:
آ. إحباط نتج عنه مشاعر عدوان تحولت من صوب أمريكا إلى صوب الداخل العراقي بعد فشل الحرب في توجيهها إليهم "الأمريكان" تمثلت في أوامره بالقتل والتشريد والإبادة الجماعية.
ب. إحساس بفناء الذات "النرجسية" تحول بالتدريج إلى استخدام المزيد من القسوة من جانب، وتقريب وجود الابن كامتداد للأب أو بديل لتلك الذات غير الآمنة من جانب آخر.
ج. زيادة هامش الوهم في النفس المضطربة أدى به إلى تضييق دائرة الولاء المقامة حوله لتصل في نهاية المطاف إلى قسم من آل المجيد بعد أن بدأت عربية سنية لتتحول إلى تكريتية ثم إلى عشيرته البو ناصر.
د. تلمس معالم تهديد خارجي وداخلي ترجمه إلى إجراءات قسرية مهدت إلى ما يشبه التقسيم القومي والطائفي للعراق (جنوب شيعي مضطهد ووسط سني ترتكز عليه الدولة وطبقة العسكر يزحف بأتجاهه الإضطهاد، وشمال كردي خارج سلطتها).
هـ. شعور مرهق بالعزلة أدى إلى المزيد من إجراءات الأمن والتدقيق وقبول تجليات الحصار وإقامة ستار حديدي حول العراق.
و. وهن وتعب وإرهاق مع قلق وتوتر بدرجات عالية، جعله أكثر استعدادا لتقديم تنازلات على أمل الحصول في مقابلها على وعود بالإبقاء أعلى السلطة.
الخلاصة
حرب الخليج الثانية فعل تضافرت عدة عوامل في حدوثه على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية، كان العراق بضوء تركيبة حكومته العسكرية الهرمية المنفذة، وكان حاكمه صدام بخصائصه الشخصية غير السوية الطرف الرئيس في حدوثها إذ مهدوا بافتعالهم أزمة مع الكويت، ولجوئهم إلى استخدام القوة للتعامل معها إلى تدخل أمريكي تحت مظلة الأمم المتحدة، طالما انتظرت حدوثه لتطبق نظريتها في التواجد الفعلي بالمنطقة بأقل ما يمكن من الخسائر، وبقبول معقول من دول المنطقة وشعوبها، وهذا ما حصل ليكون من بين أهم نتائج الحرب في جانب الحلفاء، يقابله خسائر عديدة لعرب الخليج من اقتصادهم ونموهم واستقرارهم الاجتماعي، وكذلك خسائر للعراق سياسية واجتماعية واقتصادية تعبوية واستراتيجية سوف لن يقوى على استمرار تحملها في المديات البعيدة.
المصادر
1. عالم المعرفة، الغزو العراقي للكويت، المقدمات، الوقائع وردود الفعل، التداعيات، العدد 195 آذار 1992 ص 100-112 .
2. بيير سالنجر وأريك لوران، المفكرة المخفية لحرب الخليج، رؤية مُطلع على العد العكسي للأزمة، بيروت، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر . 1991 ، ص17 .
3. www.ar.wikipedia.org