عقدت عديد من القمم، وأقيمت كثير من الاجتماعات في طول العالم وعرضه، وقدمت مشاريع للأمم المتحدة، وأديرت حوارات، حول أزمة العراق التي تسبب بها صدام حسين شخصيا وزاد من تعقيداتها بسبب مواقفه الغريبة وغير المنطقية، وكل تلك القمم والاجتماعات والحوارات وحتى الاحتجاجات لم تستثن ضرورة نزع أسلحة صدام التدميرية المحظورة، وكذلك الرافظين لأمر الحرب أنفسهم لم يسقطوا هذا الخيار الذي اجمع عليه العالم باسره.
وبين هذه الحوارات والمؤتمرات بقي صدام حسين في مكانه عنيدا لا يابه لنداءات العالم من الشرق والغرب، مغرورا بنفسه معتقدا أنه سينجوا من العقاب كما كان الحال في عام 1991.
لكنه قصير النظر، لأن خطط الحرب في ذلك العام كانت تستهدف إخراجه من الكويت، وإبقاءه شاخصا يتحمل أعبائها، أما الآن فهو المطلوب هدفا للحرب، وقليل من افراد حكومته المتهمين مجرمي حرب، وأولاده الذين سجلوا أعلى حالات القتل والتدمير بين مجرمي العالم.
صدام هذا اليوم مطلوب للعالم ومطلوب للعراقيين، وقد أتخذ العالم قرار تنحيته، وتخليص العراق من كابوس جثم على صدر أبناءه أكثر من أربع وثلاثين عاما متصلة لم يتذكر منها العراقيين غير الآلام والحسرات، والحزن على الأهل والأعزاء.
لقد جاء القصاص وأمر الله الذي وعد فيه القاتل بالقتل قد حل، ولا مفر من أمر الله العلي القدير.
ومع قرب نهاية صدام حسين في الساعات القليلة القادمة، يبقى العراقيون رافعي الأيدي إلى الله سبحانه أن ينجيهم من فعل صدام وتهوره، لأنه لا يعرف الرحمة يوما ولم يضع مصلحة العراق في أعتباره، وعمل كل سني حكمه من أجل إرهاب العراقيين ومعاقبتهم كأنهم أعداءه، إنهم جميعا في هذه الساعات الحرجة يتمنون أن تكون نهايته بطريقة تذكر كل الأجيال أن دكتاتورا حكم العراق بالنار أنتهى محروقا بها بطريقة لم تحصل لمثيل له من قبل.
إن الساعات وربما اللحظات تمر بسرعة على العراق والعراقيين فهل يتعظ صدام من حكم الزمن، ويطلب من الله التوبة، ومن العراقيين الغفران قبل فوات الأوان.
لندن: 18/3/2003