نشر معهد الدراسات الإستراتيجية في باريس تحليلا للخطاب الذي ألقاه مؤخرا الرئيس الأمريكي عن حالة الاتحاد وجاء فيه.
لم يبد رئيس الولايات المتحدة مايوحي إعتزامه التراجع عن سياساته إلا إنه بدا في موقع المدافع عن نفسه أكثر من خطابات حالة الاتحاد السابقة وفي وقت لم تعد فيه إعداد كبيره من الأمريكيين تثق في رئيسها بسبب تزايد عدد القضايا التي باتت تقض مضاجعهم مثل حرب العراق وعجز الميزانية والفضائح الأخلاقية للحكومة ومستوى الاقتصاد والشؤون الاجتماعية والضرائب، ويبدو إن مجال محاربة الإرهابي هو الاستثناء الوحيد الذي مازال جورج بوش يتمتع فيه بثقة مواطنيه ذلك إن الأمريكيين بدأو يشعرون بالقلق والتذمر إزاء عدد من القضايا الاجتماعية التي تعاني منها البلاد وخصوصا فرص العمل وتكلفة الرعاية الصحية ونظم المعاشات كما أنهم يعانون من الديون المتراكمة التي تثقل كاهلهم ناهيك عن ارتفاع أسعار الوقود الذي بدأو يحتجون عليه في بلد مترامي الإطراف بني على أساس الحرية الفردية التي تخطئ بقيمه ثقافية وعملية في هذا الجزء من العالم ذلك إن حرب العراق لم تؤدي إلى استقرار أسعار النفط كما أعلن وإنما أدت عوضا عن ذلك إلى ارتفاعها .
المشكلة هنا تكمن في إن يكرر نفس الخطاب منذ إحداث 11 أيلول من دون إن يلاحظ الأمريكيون نتائج ايجابية وملموسة لهذه السياسة عن ارض الواقع وارتباطا بهذا الموضوع أعلن الرئيس بوش في الاونه الاخيره إن للجمهوريين رؤية لعالم ما بعد الحادي عشر من أيلول، وان للديمقراطيين رؤية لعالم ما قبل الحادي عشر من أيلول ولكن هل تكفي مثل هذه التصريحات في السياسة وفي محاوله جديدة منه لتبرير وتعليل الحرب في العراق التي تراجع تأييد الأمريكيين لها.
إن جورج بوش خلال الاونه الاخيره أبى إلا إن يدرج هذه الحرب مره أخرى في إطار جهود محاربة الإرهاب، والتأكيد على الالتزامات والتخندق وراء الحدود. بيد إن الأكيد إن الأمريكيين لا ينعمون بالأمن اليوم أكثر من ذي قبل وقد أعلنت الحرب أول ما أعلنت تحت شعار منع انتشار أسلحة الدمار الشامل واليوم هاهي إيران تقوم بتحدي المجتمع الدولي كل يوم. وإيران التي وان ازداد توجسها إزاء الولايات المتحدة، بسبب الحرب على العراق إلا أنها تعد الفائز الحقيقي من هذه الحرب بعد إن تمكنت من تعزيز مواقعها في الجارة العراق. وفي ضوء تنديد الرئيس بوش بإيران التي تنفذ برنامجها النووي وتشديد مواقفها السياسية لقد أعلن إن بلدنا منخرط في استراتيجيه تاريخية بعيده المدى تقوم على القضاء على الانظمه المستبدة في العالم فأمن الولايات المتحدة يتوقف عليها كثيرا وهنا لا يؤيد الواقع مره أخرى رؤية الرئيس بوش فما لاشك فيه إن نتائج الانتخابات في العراق التي تمخض عنها فوز رجال الدين ألشيعه بالأغلبية لا تصب في مصلحة الولايات المتحدة على المدى البعيد. لقد أكد الرئيس الأمريكي في خطاب حول حالة الاتحاد على خياره المتمثل في النهوض بالديمقراطية وتشجيعها في العالم وهو محق بخصوص هذه ألنقطه ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في إن النهوض بالديمقراطية لا يواكبه تعديل في السياسية الأمريكية وهو الأمر الذي يؤدي إلى منح الامتياز للمتشددين ضد المعتدلين ولإعداد الولايات المتحدة على حساب أصدقائها ثم أن دعم واشنطن لا ينظر إليه في المنطقة على انه ورقة انتخابيه كما أدرك ذلك محمود عباس غداة الانتخابات الديمقراطية، النزيهة الأخيرة في فلسطين والتي أسفرت عن نتائج أثارت جدلا كبيرا إلا وهو وصول حركة حماس إلى سدة الحكم عن طريق صناديق الاقتراع والملاحظ كذلك إن الإسلاميين في مصر وسوريا وغيرها باتوا يحققون تقدما متميزا على الساحة السياسية وبذلك يتأكد ما كان يردده دائما المعارضون للحرب في العراق في الوضع الاستراتيجي الراهن بالمنطقة والذي يتميز باستمرار النزاع الإسرائيلي الفلسطيني واحتلال العراق يمكن للأنظمة العربية الإسلامية إن تكون إما ديمقراطية أو مؤيدة للولايات المتحدة ولكن لا يمكنها الجمع بين الاثنين .
تعليق
يستند التحليل على جملة وقائع بينها الحرب في العراق التي باتت تثير المواطن الأمريكي بعد تشعبها وكثرة الخسارة فيها، وتسببها في عدم الاستقرار، ويحاول التحليل كما هو معتاد في فرنسا إبراز جوانب السلب في الحرب التي حدثت في العراق وفي إدارة الأمريكان للأزمة.
وأهم ما ملموس في مجالها هو اضطراب الأمن، وتصاعد أسعار النفط الذي أوحوا مع بداية الحرب أن الاعتدال فيه سيكون مضمونا كأحد نتائج الحرب.
كما يحاول التحليل إعطاء تصور على أن شعبية الرئيس الأمريكي قد تراجعت بسبب عوامل عديدة بينها موضوع الحرب في العراق.
2/5/2005