نشرت صحيفة لوموند اليومية الفرنسية بملحق لها في شهر كانون الثاني 2006 مقالا تحت عنوان التقارب الأمريكي الفرنسي ومستقبل السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط بقلم باسكال بونيفاس مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في باريس تناول فيه السياسة الفرنسية وتوجهاتها تجاه قضايا منطقة الشرق الأوسط وأبرزها موضوع العراق الذي أصبح ينطوي حسب المقال على تناقض واضح فيما يخص الموقف الفرنسي لكنه يؤكد بأن المعارضة الفرنسية للحرب في العراق كانت لها دوافعها المنطقية في ضوء تصاعد العنف والإرهاب ومخاطر تقسيم العراق مشيرا إلى إنه في حالة فشل الولايات المتحدة في العراق فان ذلك قد يؤدي إلى انعكاسات إستراتيجية وخيمة على الولايات المتحدة والعالم، وبعد أن يسلط الضوء على طبيعة التعاون الفرنسي الأمريكي المشترك بشأن عدد من قضايا الشرق الأوسط ولا سيما الملف اللبناني ـ السوري، والملف النووي الإيراني، والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي يشير إلى أن هذا التعاون لا يعني عدم وجود تباين في الدوافع والمنطلقات بين السياستين الفرنسية والأمريكية في منطقة الشرق الأوسط .
تعليق
ينوه الفرنسيون باستمرار إلى موضوع تصاعد العنف وأعمال الإرهاب في العراق ومخاطر تقسيم البلاد إلى ثلاثة كيانات طائفية ( شيعية ، سنية ، كردية) كنتيجة للحرب، وهو تنويه يودون أن يثبتوا من خلاله وجهة نظرهم المعارضة لأمريكا في الحرب.
ومع ذلك لا يغالي الفرنسيون الآن بالمعارضة لهذه الحرب والتشفي بنتائجها السلبية لأن المنطق في السياسة الدولية يدفع إلى الاقتناع بأن الفشل الأمريكي في العراق قد يؤدي إلى انعكاسات إستراتيجية وخيمة ليست على الأمريكيين وحدهم بل وكذلك على المجتمع الدولي، وهذا ما لا تريده فرنسا التي تحاول أن توازن معارضتها للأمريكيين بتوافق معهم في مواضيع أخرى بينها المشكلة النووية الإيرانية وقضية سوريا ولبنان، لكنها ومع هذا الميل للتوافق استمرت أي فرنسا في التأكيد على محاربة الإرهاب سياسيا في الوقت الذي تفضل فيه أمريكا محاربته بالوسائل العسكرية، وهو الخلاف الأكثر وضوحا وتأثيرا على ساحة الصراع الحالية.
18/1/2006