تؤكد خبرة الحياة في جوانبها المتعددة إن الإنسان يتخذ في حياته سلسلة من القرارات التي تتفاوت بين أمور هينة وأخرى خطيرة معقدة، يمكن أن تؤثر في مجرى حياته وحياة الآخرين سلباً أو إيجاباً، ولقد توجه الباحثون في علم النفس إلى دراسة عملية اتخاذ القرار والمتغيرات المؤثرة فيه، وفي مواقف متعددة، وبينت الدراسات السابقة وجود عدد كبير من المتغيرات التي يمكن أن تؤثر في القرار الذي يتخذه الفرد أو الجماعة.
وقسم الباحثون هذه المتغيرات إلى متغيرات خارجية (المعلومات، الوقت، المجازفة، نتائج القرار، الثواب، العقاب، وجود الجماعة، الضغوط البيئية) وداخلية، أي ذاتية (الخصائص الشخصية).
قام الباحث بمحاولة لدراسة اثر بعضها (الوقت، المعلومات، المجازفة، الخصائص العصابية) على سلوك اتخاذ القرار.
وعمد (الباحث) إلى تصميم أداة تمثل موقفاً حياتياً (إطفاء حريق)، يتطلب من المستجيب اختيار بديل من ثلاثة بدائل متاحة له، يمثل احدها خياراً صائباً، والأخر خاطئا، في حين يمثل الخيار الثالث تنازلا عن اتخاذ القرار. وبعد إن تم التأكد من صدق ثباتها طبقت على عينة قوامها (180) خريجا جامعيا من الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 24- 27 سنة وزعوا عشوئياً على ست مجموعات خضعت كل منها إلى معالجة تجريبية تمثل المتغيرات الثلاثة الخارجية (المعلومات، الوقت، المجازفة) حيث تم تدوير هذه المتغيرات على المجاميع من خلال مستويين لكل متغير (عال ـ واطئ) أو (كثير ـ قليل). كما قيست الخصائص العصابية لكل فرد من أفراد المجموعات باستخدام مقياس الخصائص العصابية (كروان ـ كمرسب المعدل) والذي تم التحقق من صدقه وثباته من خلال فقراته التي تقيس مجموعة تشابه في خصائصها عينة البحث الحالي.
ولتحليل البيانات التي جمعت وفق التصميم التجريبي للبحث استخدم اسلوبان احصائيان ليدعم احدهما الاخر وهما:
تحليل التمايز Discriminant analysis
مربع كاي Chi- sqaure
ولقد أوضحت نتائج التحليل ما يأتي:
1. يتحسن اتخاذ القرار بزيادة المعلومات.
2. لم تظهر للمجازفة كما تم تعريفها في هذا البحث علاقة بتحسن القرار.
3. يتحسن القرار بزيادة الوقت المتاح لمتخذ القرار.
4. توحي النتائج بوجود علاقة بين القلق والتنازل عن اتخاذ القرار ولكنها لم تبلغ مستوى البينة الإحصائية.